حرص حكام مملكة المنتفق أسرة آل سعدون الأشراف ( التي كانت تعرف بـآل شبيب سابقا ) على منصب القضاء في مدن دولتهم. وقد لعب القضاء الشرعي دورا مهما في مملكة المنتفق ومن الأمثلة على ذلك تصديق قاضي مملكة المنتفق للإتفاقية التجارية بين هولندا ومملكة المنتفق عام 1705م والتي تسببت في اخراج بريطانيا العظمى تجاريا من البصرة ، وتصديقه أيضا على اتفاقية حماية المسيحيين في البصرة وإعفاؤهم من الجزية والخراج في نفس السنة. وأيضا حمل قاضي مملكة المنتفق (الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) للخطاب السياسي الذي أرسله حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله (ابن أخ الأمير الشريف سعدون بن محمد الذي عرفت بإسمه الأسرة لاحقا ) والموجه للخليفة العثماني والذي صرح فيه بأول اعلان لإستقلال العراق بأكمله تاريخيا (عام 1787م) وطلب فيه من الخليفة إنهاء التواجد العثماني في العراق وما تبع ذلك من معارك ضخمة استخدمت فيها المدافع من قبل الطرفين (مملكة المنتفق والدولة العثمانية).
وكان المذهب المعتمد في مملكة المنتفق لمنصب القضاء هو المذهب السني ، سواء مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة النبوية أو مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، ومن أبرز العلماء في مملكة المنتفق تاريخيا أبناء أسرة آل الشيخ مبارك التميمي (ومن أحفادهم في عصرنا الشيخ قيس آل الشيخ مبارك - عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية). هذا مع حرص الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق على السماح بالحريات الدينية والمذهبية للشيعة والصابئة والمسيحيين واليهود وغيرهم من الطوائف التي كانت تحت ظل هذه الدولة. وفي هذا البحث نذكر مجموعة من أشهر العلماء والقضاة (في الجزيرة العربية والعراق) الذين تم تعيينهم من قبل أسرة السعدون الأشراف على مدى أكثر من قرنين.
القضاة والعلماء المذكورين في هذا البحث:
1- الشيخ سلمان.
2- الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي.
3- عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي.
4- الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل مبارك التميمي.
5- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن مشرف التميمي.
6- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن سلوم التميمي.
7- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي.
8- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي.
9- الشيخ أحمد بن سلوم التميمي.
10- الشيخ فهد بن أحمد السواحة.
11- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي.
12- الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان.
13- الشيخ علي بن عرفج.
14- قاضي القصيم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر.
15- الشيخ محمد أمين الشنقيطي.
القضاة والعلماء المذكورين في هذا البحث:
1- الشيخ سلمان.
2- الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي.
3- عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي.
4- الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل مبارك التميمي.
5- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن مشرف التميمي.
6- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن سلوم التميمي.
7- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي.
8- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي.
9- الشيخ أحمد بن سلوم التميمي.
10- الشيخ فهد بن أحمد السواحة.
11- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي.
12- الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان.
13- الشيخ علي بن عرفج.
14- قاضي القصيم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر.
15- الشيخ محمد أمين الشنقيطي.
1- الشيخ سلمان:
لانعرف الا اسمه الأول وهو قاضي مملكة المنتفق في عاصمتها مدينة البصرة في عهد حاكمها الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) ، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي عند حديثه عن حكم مملكة المنتفق للبصرة في تلك الفترة , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 210 (((ان حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا . وانما كان هنالك قاضي شرع . وان من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة اليه . ولانعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وأطعام الطعام للطلاب ))). ويظهر اسم هذا القاضي في كتب التاريخ من خلال تصديقه الشرعي على وثيقتين تاريخيتين مهمتين في تاريخ مملكة المنتفق والمنطقة الأقليمية . الوثيقة الأولى هي اتفاقية تجارية بين هولندا ومملكة المنتفق (تتعلق بالتجارة في الخليج العربي وميناء البصرة) وأدت هذه الإتفاقية الى طرد بضائع بريطانيا العظمى (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من البصرة ، والوثيقة الثانية وهي صك حماية لكنيسة الكرمليين في مدينة البصرة وإعفاء المسيحيين من الجزية والخراج في سابقة تاريخية في العراق ، وكلا الوثيقتين تم تصديقهم من قبل قاضي مملكة المنتفق بتاريخ 1705م .
وكان الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسره بإاسمه لاحقا) قد ضم مدينة البصرة لحكمه لما يقارب 4 سنوات (بعد أن انتزعها من العثمانيين) وأسس فيها حكم مدنيا وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق، وعين قاضي للشرع (الشيخ سلمان) وأنشأ المدرسة المغامسية، واخذ الرسوم الجمركية على التجار الأجانب الاوربيين وغيرهم، وقد قام الأمير الشريف مغامس بن مانع وتأكيدا منه على إنهاء أي مظهر لما تبقى من نفوذ العثمانيين في الخليج العربي بتوقيع اتفاقية تجارية مع الهولنديين ازاحت الإنجليز (حلفاء العثمانيين في تلك الفترة) من أسواق البصرة، وصدق هذا العقد من قبل قاضي مملكة المنتفق الشيخ سلمان، حيث حضر إليه في 7 تشرين الثاني في عام 1705 م الربان الهولندي (بيتر مكاره Peter Makare) طالبا توقيع عقد اتفاق تجاري يتعلق بالبواخر الهولندية وبالتجارة بين هولندا ومملكة المنتفق ممثلة بحكومة الأمير مغامس بن مانع في عاصمة مملكة المنتفق (مدينة البصرة). يذكر المؤرخ حامد البازي في كتابه البصرة في الفترة المظلمه، ص:117 (((وبعد هذه المقابلة أصدر الأمير مغامس براءة وحماية بتاريخ 22 رجب 1117 هـ - 1705 م وعلى أساسها أصبح للهولنديين امتيازات خاصة كما قويت العلاقات بين الجانبين إلى درجة أصبحت اسواق البصرة لاتجد فيها غير البضائع والسلع الهولندية))). وقد كانت مدينة البصرة في الفترة السابقة لخضوعها لمملكة المنتفق قد شهدت تنافسا تجاريا حادا بين بريطانيا وهولندا، استطاع الإنجليز حسمه بالطرق السياسية، مما أدى إلى تكبد الهولنديين لخسائر كبيرة، واستمر الوضع حتى دخل الأمير الشريف مغامس بن مانع إلى البصرة عسكريا وقلب موازين القوى في المنطقة، يذكر المؤرخ حامد البازي، في كتابه البصرة في الفترة المظلمه، ص:117 (((قيل ان خسارة الإنكليز بلغت عشرة آلاف ليرة في شهر واحد حيث اقبل الناس على شراء البضائع الهولندية ولكن الإنكليز عرفوا كيف يتدبرون الأمر فاتصلوا بالحكومة في استنابول حيث فرضت الضرائب الكمركية على الحاجيات الهولندية بمقدار خمسة وعشرين بالمائة بينما خفضت الضريبة على البضائع الإنكليزية إلى ثلاثة بالمائة حتى بعد مرور شهرين فقدت البضائع الهولندية من أسواق البصرة لعدم إقبال الناس عليها بسبب غلائها. ثم عاد الهولنديون إلى البصرة بعد احتلال الشيخ مغامس بن مانع للبصرة))).
وقد قام الأمير الشريف مغامس بن مانع أيضا بتوقيع اتفاقية تتضمن صك حماية للمسيحيين في البصرة ، وهو ماكانوا يحصلون عليه تحت الحكم العثماني الا ان الأمير الشريف مغامس بن مانع زاد على ذلك بإعفائهم من الجزية والخراج في سابقة تاريخية في الحقبة العثمانية ، ويوضح الخطاب التالي مظاهر الحكم المدني في مملكة المنتفق في تلك الفترة خصوصا اذا ماعلمنا أن الخطاب صدق من القاضي الشرعي قبل اعتماده. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي ، نص خطاب حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب لحماية كنيسة الكرمليين والإعفاء من الجزية والخراج , موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 196 (((توكلت على الله، تعلمون به الواقفون على كتابنا هذا من كافة خدامنا وعمالنا وضباطنا، بأنا أعطينا حامل الورقة (البادري حنا) على موجب ما بيده من فرمانات أولياء الدولة القاهرة، ومن أوامر الوزراء العظام، والأمراء الكرام، وله منا فوق زيادة الحشمة والرعاية، وقد أسقطنا عن خدامه وترجمانه الجزية والخراج، وكتبنا له هذا الكتاب سنداً بيده يتمسك به لذي الحاجة إليه، وعلى كتابنا هذا غاية الاعتماد، والله تعالى شأنه ولي العباد، وبه كفى.
حُرّر في ثاني وعشرين من شهر رجب الفرد سنة سبعة عشر وماية ألف.
الفقير مغامس آل مانع))).
وهذه صورة الوثيقة التاريخية:
2- الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي:
ولاه القضاء في مدينة البصرة عام 1787م (عاصمة مملكة المنتفق في تلك الفترة) حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت بإسمه الأسرة لاحقا) ، يذكر الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام ترجمة للشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز ، كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج : 5 ، ص: 60 ((( الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ابن عبدالله بن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب الوهيبي التميمي النجدي ثم الأحسائي بلدا ... وقال والده وشيخه الشيخ محمد بن فيروز مانصه: وأما من كان قد أخذ من علماء الحنابلة عن الفقير فجماعة ، منهم ابني عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن فيروز ، أخذ عني علم الفقه ، والحديث ومصطلحه ، والأصلين ، والمنطق ، وعلوم العربية من نحو وصرف ، وبيان الفرائض والحساب .. وغير ذلك))). يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند البصري ( المعاصر للأحداث ) ، عند حديثه عن الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي ، كتاب سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد ، ص : 96 ((( ورحل الى البصرة وحصل له فيها اتم الشهره وولاه ثويني بن عبدالله زمام احكامها وعرى حلها وابرامها حين تولى عليها ونزع سوار ملك حاكمها من يديها))).
وكان الأمير الشريف ثويني بن عبد الله قد انتزع مدينة البصرة عام 1787 م من العثمانيين وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق وطرد جميع موظفينها الأتراك ورحلهم للهند عن طريق البحر واستبدلهم بموظفين عرب من قبله. يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن همسلي لونكريك، في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ص: 244 (((وارسل ثويني في اليوم التالي قسما من خيالة المنتفك، فدخلت البصرة واستولت على السراي ثم فرقت الحامية وشتت شملها. ومع ذلك كله بقي البلد سالما من الاضطراب إلى أن دخل ثويني مع خمسة آلاف من رجاله في اليوم الثالث. فعادت حكومة البصرة عربية قبيلية))). ويذكر الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي ، في هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، عند حديثهم عن الأمير الشريف ثويني بن عبدالله وعن عدل حكومته التي أقامها في البصرة، ص: 82 ((( ويعد من اقوى أمراء هذه القبائل واكثرهم كفاءة، وتجلت كفاءته الإدارية حين انتزع البصرة من حكم العثمانيين سنة 1202هـ / 1787 ليقيم فيها حكومة عربية وصفها المعاصرون بالعدل))).
ولا نعرف اذا كان الشيخ عبدالوهاب بن فيروز التميمي هو الذي حمل الخطاب الموجه للخليفة العثماني بأول اعلان لإستقلال العراق بأكمله تاريخيا أو أن قاضي البصرة السابق هو الذي حمله ، حيث أنه بعد احتلال البصرة قام الأمير الشريف ثويني بن عبد الله آل شبيب (ابن أخ الأمير سعدون بن محمد، الذي عرفت الأسرة بإسمه لاحقا) بإعلان نفسه حاكما على كامل العراق وبتأييد من قبائل مملكة المنتفق وقبائل الخزاعل وقبيلة العبيد وعرب العراق. يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث)، عند حديثه عن الأمير الشريف ثويني بن عبد الله، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، مختصر الشيخ أمين الحلواني، ص: 281 (((فوصل البصرة، فأخذه الغرور وحدثته نفسه أن يملك العراق أجمع، فحاصر البصرة حتى ملكها))). وقد كان هذا الحدث هو أول اعلان تاريخي لإستقلال العراق بأكمله في العهد العثماني، حيث كانت أسرة السعدون الأشراف في تلك الفترة تحكم نصف العراق الجنوبي وتتقاسم السيطرة على مدينة البصرة مع العثمانيين بعد أن قامت بتحريرها من الفرس ، بينما كان العثمانيين يحكمون نصف العراق الشمالي. وقد سعى الأمير الشريف ثويني بن عبد الله لضم القسمين كلاهما تحت حكمه وطرد الأتراك من العراق بشكل كامل في سابقة تاريخية لم يسبقه اليها أحد ولم يكررها أحد بعده، وأسس أيضا مجلسا استشاريا للحكم لكامل عرب العراق في سابقه تاريخيه أيضا ، وقد أرسل خطابا سياسيا بذلك للخليفة العثماني (خطاب موقع من قبل وجهاء العراق في تلك الفترة وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) ويتضمن هذا الخطاب حفظ كرامة الدولة العثمانية بالإضافة إلى وصول الأمير الشريف ثويني بن عبد الله إلى هدفه (طرد العثمانين من العراق). حيث يشمل الخطاب قبول الأمير الشريف ثويني بن عبد الله بتبعية العراق الجديد الأسمية للدولة العثمانية مقابل أعترافها بحكمه لكامل العراق رسميا وبدون أي تواجد عثماني فيه أو الحرب في سبيل طردهم منه. يذكر وصول مفتي البصرة لمقر الخليفة العثماني وهو يحمل هذا الخطاب، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق، ص: 406 (((فلما وصل (الآستانه) عرضها على أعتاب السلطنة فغضبت غضبا شديدا وكادت أن تأمر بصلب المفتي لولا تدارك بعض العلماء ذلك اكراما للعلم))).
وقد تبع الاعلان معركة فاصلة كبيرة وعنيفة استخدمت فيها مملكة المنتفق المدافع ضد العثمانيين، يذكر د. علي الوردي، في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص:177 (((في شهر آذار من عام 1787 توجه سليمان باشا على رأس جيش كبير نحو البصرة عن طريق الفرات. وفي 13 تشرين الأول وقعت المعركة الفاصلة بين الفريقين في موقع "أم الحنطة" قرب البصرة، وقد أستخدمت العشائر فيها المدافع))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، عند حديثه عن أهمية المعركة حيث كان يترتب على نتيجتها بقاء أو فناء الوجود العثماني في كل العراق كله ،ص: 217 (((فالتحم الجمعان في موقع يقال له (أم الحنطة). وهناك وقعت معركة عنيفة اشترك فيها سليمان باشا بنفسه، ونزل إلى الميدان منتضيا سيفه، فأخذ يقاتل قتال المستميت، لأن الموقعة كانت من المواقع الحاسمة التي يتقرر فيها مصير المماليك، ويحجز فيها بين بقاء حكومتهم وزوالها من الوجود نفس واحد لاغير. واستقتلت القوات العربية في النضال والطعان، وهي تعرف انها كانت تقاتل من أجل شرف أمتها وعروبتها في عقر دارها))). يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، عند حديثه عن المخلفات الثمينة لفترة حكم آل سعدون وعن أول من سعى لإستقلال وحكم العراق بأكمله وهو الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكم مملكة المنتفق ، ص: 31 ((( ايجاد الفكرة العربية وبعث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسه في هذا القطر ، فان اول من استفز للقضية بعد ان دثرت ومزقتها اعمال المغول والتاتار والاتراك والفرس هم آل سعدون ، فأول ساع للبعث و أول دماغ حمل الفكرة الصالحة هو دماغ الشيخ ثويني العبدالله ، فسعى لعقد حلف عربي يتكون من اضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق ، تكون غايته طرد الأتراك من العراق و تأسيس دولة عربية ))).
3- عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي:
هو عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي بن حمد من أسرة آل مبارك التميمي ، أرسل له حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون سنة 1213هـ (1798م) كتاباً يشكو فيه (فشوّ الجهل، وانتشار البدع بين البوادي في العراق، ويطلب منه الانتقال إليه لنشر العلم، والوقوف في وجه دعاة الضلال)، فقدم إليه الشيخ مبارك بصحبة أولاده، وحل محل الإجلال والتقدير ناشراً كتاب الله، وسنة نبيه، ومشتغلاً بالتأليف حتى توفي سنة 1230هـ (1815م)، ودفن في تل اللحم قرب مدينة سوق الشيوخ، وظل أبناؤه على علاقة وطيدة بمملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف وقتاً طويلاً. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 427 ((( الشيخ مبارك بن علي بن حمد بن قاسم بن سلطان بن محمد الملقب (هميلان) بن سعود من بني جندب من بني عمرو أحد بطون بني تميم ، تلك القبيلة المشهورة ... حمل معه أهله وأولاده الى العراق ، وصار في ضيافة أمير المنتفق الشيخ حمود بن ثامر السعدون ، وكان كريما جوادا شجاعا ، صاحب علم ووقار ، والشيخ المترجم من العلماء الكبار ومن الدعاة الى الله تعالى ، وقد بقي عند آل سعدون حتى وفاته سنة 1230 هـ . رحمه الله تعالى ... له تلاميذ كثيرون في كل البلدان التي أقام فيها، ولكنهم لم يدونوا ، وهؤلاء بعض من عثرنا عليهم:1- الشيخ العلامة عثمان بن سند النجدي ثم البصري.2- غالب علماء الأحساء من تلاميذه.3- غالب علماء المبرز من تلاميذه ))).
4- الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل مبارك التميمي:
هو الشيخ عبدالرحمن ابن عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي ، بقي لعدة سنوات بعد وفاة والده الشيخ مبارك في عاصمة مملكة المنتفق لدى آل سعدون الأشراف ، وقد شهد على وقفين للكتب العلمية أوقفهم الأمير الشريف علي بن ثامر السعدون عام 1231هـ. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 147 ((( المترجم هو ابن الشيخ (مبارك) .... وقد بلغ المترجم من العلم مبلغا كبيرا ، حتى صار يلقب بأنه (مالك الصغير) ، وقد بقي في الأحساء مفيدا نافعا في المجال العلمي حتى توفي، ووفاته حوالي سنة 1240هـ . رحمه الله تعالى))).
5- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن مشرف التميمي:
كان الشيخ عبدالعزيز بن مشرف قاضيا في الدرعية في عهد حاكم الدولة السعودية الأولى الامام سعود ثم ابنه عبدالله ، وبعد استيلاء ابراهيم باشا عليها ، أصبح الشيخ قاضيا في عنيزه ثم انتقل الى عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بطلب من حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون ، وأصبح قاضيا فيها حتى وفاته بعد سنة 1240هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 319 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم بن حمد بن عبدالوهاب بن موسى بن عبدالقادر بن رشيد بن بريد بن بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ، فنسبه من الوهبة أحد أفخاذ بني حنظلة ، الذي هو البطن الكبير الشهير من قبيلة بني تميم المعروفة، والمترجم سبط مجدد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو ابن ابنته ... وكان مع هذا صاحب عقل راجح ، وفكر ثاقب ، ولسان بليغ ، وذكاء مفرط ، وقد تولى القضاء في الدرعية زمن الامام سعود وابنه عبدالله ، ولمكانته اختاره الامام سعود في سفارة الى امام صنعاء ، فكفى في مهمته ... وبعد هجوم ابراهيم باشا على الدرعية واستيلائه عليها ، ارتحل المترجم الى عنيزة فولي قضاءها ... ثم تحول الى سوق الشيوخ فولاه شيخ المنتفق قضاءها الى أن توفي بها بعد الأربعين والمائتين والألف ))).
6- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، بعد وفاة قاضيها السابق الشيخ عبدالعزيز بن مشرف . وقد كان مكرما لدى حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف ، يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 574 ((( الشيخ عبداللطيف بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا ، الزبيري مولدا ومنشأ، النجدي أصلا . انتقل والده من العطار – احدى قرى سدير – الى الأحساء لتلقي العلم على الشيخ محمد بن فيروز ، ثم انتقل الى الزبير .... ثم تحول مع والده الى سوق الشيوخ وحكامها المنتفق فطلبوا من والده أن يشير على المذكور ليتولى قضاءها وخطابتها ، فامتنع ، فلم يزالوا به حتى حلف شيخ المنتفق: ان لم يتول لأولين فلانا – لرجل غير صالح – للقضاء ولا للامامة ، فرأى أن الأمر متعين عليه لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل والظلم ، فرضي وباشر بعفة وديانة وصيانة وتثبت وتأن في الأحكام ، ومراجعة والده فيما أشكل عليه ... وكان محببا الى الناس الخاص والعام ، مكرما عند الحكام ، لاترد له شفاعة ولايلثم له رجاء ، حسن في أخلاقه وورعه وعفافه وعبادته وجريه على نهج السلف ... فأصيب ومات شهيدا بالطاعون عام 1247هـ ، ودفن خارج سوق الشيوخ عند والده . رحمهما الله ))).
7- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة أخوه الشيخ عبداللطيف (قاضيها السابق) عام 1247هـ ، وقد كان له جاه عند حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 280 ((( الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا الزبيري مولدا ومنشأ ... ولي قضاء سوق الشيوخ بعد وفاة أخيه عبداللطيف ، وبقي فيه حتى مات ، كما أنه الخطيب والواعظ ... قال ابن حميد (وصار له جاه تام عند الحكام ، وكلمة نافذة ، وانفرد بتلك الجهة بالحل والعقد)... توفي بسوق الشيوخ عام 1254هـ ))).
8- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة عمه الشيخ عبدالرزاق بن سلوم التميمي عام 1254هـ ، واستمر في القضاء حتى سنة وفاته 1279هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله ، وكان عمه الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم هو القاضي ، فلما توفي عين المترجم بدله قاضيا فيها ، وذلك في عام 1254هـ . واستمر في قضائها وبث العلم فيها حتى توفي عام 1279هـ. رحمه الله تعالى))).
9- الشيخ أحمد بن سلوم التميمي:
يذكر الشيخ عبدالله البسام أن والد قاضي سوق الشيوخ الشيخ عبدالله بن سلوم التميمي ( الشيخ أحمد بن سلوم) كان قاضيا في عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، الا أننا لانعرف سنة توليه القضاء فيها. يذكر الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله))).
10- الشيخ فهد بن أحمد السواحة:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ لمدة عشرين سنة ولانعرف تاريخ توليه القضاء وربما يكون تولى القضاء بشكل متزامن مع قضاة آخرين. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 374 ((( الشيخ فهد بن أحمد السواحة النجدي ، رحلت أسرته من نجد واستوطنت الزبير ، فولد المترجم فيه عام 1200هـ ... ثم انه في صباه انتقل الى الشام لطلب العلم ، فشرع في الدراسة على حنابلة الشام حتى تفقه ... وبعد عودته من الشام ذهب الى سوق الشيوخ ، وولي فيه القضاء مدة تزيد على عشرين سنة ، ثم رحل من سوق الشيوخ وعاد الى الزبير وجلس فيه للتدريس والافادة ومجالسة العلماء الذين يستفيد منهم ، وهم يستفيدون منه))).
11- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي:
كان يفد على الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون للوعظ والتعليم، وحين ألح عليه بالبقاء في العراق قسّم السنة إلى نصفين بين العراق والأحساء. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 325 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف بن مبارك بن حمد بن علي بن جاسم آل مبارك من بني عمرو بن تميم. انتقل جدهم حمد من روضة سدير الى الأحساء فكانت أحفاده هذه الأسرة المباركية المباركة في علمها وأخلاقها وسمتها ، وقد ذكرنا نسبهم وتنقلاتهم في بعض تراجم علمائهم ... وله مجال واسع وباع طويل في مجال الرسائل والنصائح ... وله فتاوى لو جمعت لجاءت مجلدات. وهو مع هذا من نوابغ الشعراء وفحول الخطباء ))).
وهذه أبيات من قصيدة للشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك التميمي سنة 1329هـ (1911م) يمدح فيها آل سعدون ويشير فيها لنسبهم الى الأشراف. وقد كتب قصيدته مودعاً الأمير الشريف غالب بن حمود العمر السعدون، وراداً عليه بعدما أقام مدة في ضيافة الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون:
أجل إنها الأيام تُرضي وتُغضبُ
وآونةً تقصي، وحيناً تقرّب
و يوماً لها ثغرٌ من الأنس باسمٌ
ويوماً لها بالبؤس وجهٌ مقطّب
وآونةً بالوصل تزهو رياضها
وأخرى بشحط البين تلوي وتجذب
وما المرء إلا من يوطّن نفسه
على حالتيها: حين تعطي وتسلب
فلا يزدهيه طيب عيشٍ لعلمه
بأنّ الصفا فيها وإن راق يذهب
ولا يعظم الخطب الملمُّ لهوله
وثوقاً بلطف الله، واللطف أقرب
فيا (غالب) الأمجاد في كلّ مشهدٍ
إذا حشدوا للمكرمات وألّبوا
ويا سابق الأقران عفواً إلى العلا
إذا استبقوا والكلّ بالجهد متعب
ويا ريف ركبٍ ممحلين فجوده
يسحُّ بلا منٍّ كما سحّ هيدب
ويا أيّها المقدام في حومة الوغى
إذا احتدمت فهو الكميّ المجرب
ويا من يحامي دون من في جواره
فمعروفه منهم يفيض ويسكب
ويا من له في الأقربين تعطّفٌ
كما عنده للصالحين تحبّب
ويا مالكاً رقّي بحسن أخائه
فمالي براحٌ عن هواه ومذهب
أتاني كتابٌ منك بالفضل شاهدٌ
كما أنّه عن حرقة البين معرب
لقد زاد قدري أنّ مثلك لي أخٌ
يحنّ إلى قربي إليه ويرغب
لئن جرت الأقدار بالبعد عنكمُ
ومن بيننا حالت قفارٌ وسبسب
وظلت بحيث الكتب منكم عزيزةٌ
ولا مخبرٌ عنكم يفيد ويعرب
فعندي لك الشوق الشديد ولوعةٌ
تؤّوبني ما لاح في الأفق كوكب
وذكرك بالأنفاس يُقرن مثلما
خيالك لا عن ناظر العين يحجب
فيا (آل سعدون) بقيتم لذي الدنا
جمالا بكم أسنى المكارم تنسب
تباريكمُ في الفضل من (آل مانعٍ
وآل شبيبٍ) فتيةٌ لم يخيّبوا
ورثتم من (الآل) البسالة والندى
فما منكمُ إلا جواد وأغلب
رسا لكم في العزّ أرعن باذخٌ
و طاب لكم في (آل ياسين) منسب
وقام لكم في الملك صرحٌ ممنّعٌ
وفي المجد بيتٌ بالمعالي مطنّب
وفيكم لهذا العهد غرُّ خلائقٍ
لأمثالها تسعى الكرام وتطلب
كبار العطايا عندكم كصغارها
بجودكم الأمثال في الناس تضرب
ولا عيب فيكم غير أنّ نزيلكم
عن الأهل والأوطان يسلو و يرغب
12- الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان:
هو الشيخ عبدالكريم المغربي مؤسس حركة الأخوان المشهورة في الجزيرة العربية ، كان معلما لحاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ثم معلما لأخيه الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون ، قبل أن يغادر الى الأرطاوية والتي أسس فيها لاحقا حركة الأخوان. يذكر هارولد ديكسون ، كتاب الكويت وجاراتها ، ج: 1 ، ص: 143 ((( وقد بدأ هذه الحركة العالم المتدين الشيخ عبدالكريم المغربي الذي كان المعلم الأكبر للمرحوم فالح باشا السعدون شيخ المنتفق. واصبح بعد ذلك معلما لمزعل باشا السعدون ، والد ابراهيم بك السعدون. وعندما ترك الشيخ عبدالكريم خدمة مزعل باشا غادر العراق الى نجد حيث أظهر نفسه كمعلم ومصلح ديني في مدينة الأرطاوية))).
13- الشيخ علي بن عرفج:
تولى القضاء والتدريس والامامة في عاصمة مملكة المنتفق مدينة الخميسية – في جامعها الكبير ، وهو في الأصل من بريده في القصيم. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).
14- قاضي القصيم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر:
تولى القضاء والتدريس والامامة في عاصمة مملكة المنتفق مدينة الخميسية – في جامعها الكبير ، وقد كان قاضيا للقصيم قبل أن يطلبه آل سعدون الأشراف عام 1910م. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).
15- الشيخ محمد أمين الشنقيطي:
عندما أسس الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون جامعه الكبير في مدينة الزبير طلب من الشيخ علي العبدالله البسام أن يذهب للمسجد النبوي في المدينة المنورة ويطلب له أحد العلماء من السنه المالكيه ، وقد رشح الشيخ شعيب في المدينة المنورة للبسام الشيخ محمد أمين الشنقيطي. وقد رافق الشنقيطي البسام الى عنيزه أولا وقضى بها بعض الوقت وأخذ من قاضيها بعض الفقه الحنبلي ثم غادر الى العراق. يذكر يوسف بن حمد البسام ، في كتابه الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، ص: 81 ((( ولما أسس مزعل باشا السعدون جامعه المعروف الكائن في محلة الشمال كلف الحاج علي العبدالله البسام الذي كان ينوي السفر الى نجد أن يأتي له بامام مالكي المذهب وعندما وصل الحاج علي العبدالله البسام الى المدينة المنورة اتصل بالشيخ شعيب شيخ المذهب المالكي في باب زيادة وأخبره بطلب مزعل باشا ارسال عالم مالكي المذهب ليكون اماما وخطيبا ومدرسا في الجامع الذي أنشأه في الزبير. وقد رشح الشيخ شعيب الشيخ محمد أمين الشنقيطي . ووافق الشنقيطي على ذلك ثم أنه توجه من المدينة المنورة مع الحاج علي البسام قاصدا عنيزة في القصيم وفي عنيزة تعرف الاستاذ الشنقيطي بالشيخ ( صالح العثمان القاضي ) قاضي عنيزة واصبح لايفارقه وأخذ منه الفقه الحنبلي وشيئا من التفسير والحديث ثم سافر من عنيزه برفقة بعض القوافل المتوجهة نحو الزبير فوصلها سنة 1327هـ ولما وصلها وجد مزعل باشا السعدون الذي طلبه قد توفى. ووجد فضيلة الشيخ محمد بن رابح قد عين اماما في الجامع بترشيح من أولاد الشيخ محمد الصباح ( وكان الشيخ محمد بن رابح قد قدم الى الزبير مع أولاد الشيخين محمد وجراح الصباح بعد قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه). هذا ويقال ان الشيخ محمد بن رابح أراد أن يتنازل للشيخ محمد الشنقيطي ولكن الشيخ الشنقيطي رفض وأصر على بقاء الشيخ محمد الرابح اماما في مسجد مزعل. ولما علم ابراهيم المزعل السعدون بقدوم الشيخ محمد الشنقيطي الى الزبير تلبية لطلب والده وانه تنازل عن المسجد حتى يبقى الشيخ محمد الرابح اماما فيه أعطاه مبلغا وقدره ( 100) مائة ليرة اكراما له))).
والشيخ محمد أمين الشنقطي كان قد شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن معسكر حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف عجمي بن سعدون السعدون. يذكر عبداللطيف الخالدي ، في كتابه من اعلام الفكر الاسلامي في البصره:الشيخ محمد امين الشنقيطي 1293-1351هـ / 1876-1932م ، وذلك عند حديثه عن الشيخ محمد الشنقيطي وعن الأمير الشريف عجمي بن سعدون السعدون ، ص: 133 ((( ومن الثابت المشهور أنه كان ملتحقا بمعسكرالشيخ عجمي بن سعدون باشا الذي وصل البصرة في 27/ ذي الحجة/ سنة 1332هـ ، المصادف (17/ تشرين الثاني / 1914م أي قبل وصول الشنقيطي اليها ... أما مجيء عجمي الى البصرة فكان على أثر ورود رسالة له من والي بغداد – جاويد باشا – يستنصره ، ويستصرخه باسم الدين ليهب للدفاع عن البصرة قبة الاسلام المهدده بالاحتلال البريطاني ، فلبى الطلب ، وعند وصوله مع عشائره اتجه مع جاويد باشا الذي أمره بالالتحاق مع الجنود المرابطة في أبي مغيرة ... ثم ورد لعجمي أمر من جاويد باشا يأمره بالانسحاب الى البصرة ، وعند عودته وجد بأن جاويد باشا قد أخلى البصرة وانسحب بالجنود بدون انتظام ، وعلى أثر ذلك فقد هجمت العشائر المجاورة على البصرة ، وأعملت فيها النهب والسلب ، فتصدى لهم عجمي السعدون ومنعهم عن ذلك. ثم اشترك في وقعة – الشعيبة – وأبلى فيها بلاء حسنا مظهرا شجاعة نادرة واخلاصا في الدفاع ، ومهارة في التخطيط قوامه الكر والفر مما سجل له صفحة خالدة في التاريخ))). ويكمل المؤلف عن حديثه عن الشيخ محمد الشنقيطي بعد معركة الشعيبة وهزيمة العثمانيين والعرب أمام بريطانيا العظمى ، ص: 141 ((( أما الشيخ الشنقيطي فقد أسقط في يده ، وانسحب مع عشائر عجمي السعدون التي انسحبت الى الخميسية بالقرب من سوق الشيوخ متربصة للانكليز بالوقيعة ، وعلى أثر ذلك أنعمت الحكومة التركية على عجمي بن سعدون بلقب – باشا – تقديرا لخدماته الحربية وتناسيه أحقاده على الدولة العثمانية التي سجنت أباه ونفته الى حلب حيث مات في منفاه ... وبعد نهاية معركة الشعيبة باندحار الجيوش العثمانية ، وتشتييت شمل المجاهدين بتاريخ 18/جمادى الآخره/ سنة 1333هـ الموافق 14/ نيسان / 1915م. على الحال الذي ذكرناه ، اذ ذاك التفت الشيخ عجمي السعدون الى الشيخ الشنقيطي وحمد له اخلاصه وصدقه في دينه ، وشجاعته وسط الأخطار المحدقه ، الا أنه نصح له باعتزال المعارك الحربية، حيث أصبح محط الأنظار في شهرته الدينية ، وزيه العلمي ، وهو لايأمن عليه من جواسيس الانكليز وأعوانهم، فارتحل الى سوق الشيوخ بحراسة رجال عجمي باشا ، ومنه الى الى الخميسية فالناصرية ثم وصل بغداد))).
المصادر:
1- موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين ، مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي.
2- كتاب البصرة في الفترة المظلمه ، المؤرخ حامد البازي.
3- كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام.
4- كتاب سبائك العسجد في اخبار نجل رزق الاسعد ، المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري.
5- كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، الذي عمل كمفتشا إداريا بالعراق من قبل بريطانيا العظمى في الفترة التالية للحرب العالمية الأولى.
6- هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي.
7- كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني , المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري.
8- كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي ، الذي كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام .. والمعاصر للحرب العالمية الأولى والذي سبق له تولي القضاء في البصرة.
9- كتاب لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، الدكتور علي الوردي.
10- كتاب صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة ، المؤرخ جعفر الخياط.
11- كتاب ذكرى السعدون ، المؤرخ الشيخ علي الشرقي – صدر عام 1929م.
12- ديوان أسرة السعدون وعشائر المنتفق.
13- كتاب الكويت وجاراتها، هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى.
14- بحث : مدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، منشور في مجلة لغة العرب عام 1912 م (قبل الحرب العالمية الأولى)، المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي.
15- كتاب الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، يوسف بن حمد البسام.
16- كتاب من اعلام الفكر الاسلامي في البصره:الشيخ محمد امين الشنقيطي 1293-1351هـ / 1876-1932م ، عبداللطيف الخالدي.
ولاه القضاء في مدينة البصرة عام 1787م (عاصمة مملكة المنتفق في تلك الفترة) حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت بإسمه الأسرة لاحقا) ، يذكر الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام ترجمة للشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز ، كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج : 5 ، ص: 60 ((( الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ابن عبدالله بن فيروز بن محمد بن بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب الوهيبي التميمي النجدي ثم الأحسائي بلدا ... وقال والده وشيخه الشيخ محمد بن فيروز مانصه: وأما من كان قد أخذ من علماء الحنابلة عن الفقير فجماعة ، منهم ابني عبدالوهاب بن محمد بن عبدالله بن فيروز ، أخذ عني علم الفقه ، والحديث ومصطلحه ، والأصلين ، والمنطق ، وعلوم العربية من نحو وصرف ، وبيان الفرائض والحساب .. وغير ذلك))). يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند البصري ( المعاصر للأحداث ) ، عند حديثه عن الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن فيروز التميمي ، كتاب سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد ، ص : 96 ((( ورحل الى البصرة وحصل له فيها اتم الشهره وولاه ثويني بن عبدالله زمام احكامها وعرى حلها وابرامها حين تولى عليها ونزع سوار ملك حاكمها من يديها))).
وكان الأمير الشريف ثويني بن عبد الله قد انتزع مدينة البصرة عام 1787 م من العثمانيين وجعلها عاصمة لمملكة المنتفق وطرد جميع موظفينها الأتراك ورحلهم للهند عن طريق البحر واستبدلهم بموظفين عرب من قبله. يذكر المؤرخ الإنجليزي ستيفن همسلي لونكريك، في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ص: 244 (((وارسل ثويني في اليوم التالي قسما من خيالة المنتفك، فدخلت البصرة واستولت على السراي ثم فرقت الحامية وشتت شملها. ومع ذلك كله بقي البلد سالما من الاضطراب إلى أن دخل ثويني مع خمسة آلاف من رجاله في اليوم الثالث. فعادت حكومة البصرة عربية قبيلية))). ويذكر الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي ، في هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، عند حديثهم عن الأمير الشريف ثويني بن عبدالله وعن عدل حكومته التي أقامها في البصرة، ص: 82 ((( ويعد من اقوى أمراء هذه القبائل واكثرهم كفاءة، وتجلت كفاءته الإدارية حين انتزع البصرة من حكم العثمانيين سنة 1202هـ / 1787 ليقيم فيها حكومة عربية وصفها المعاصرون بالعدل))).
ولا نعرف اذا كان الشيخ عبدالوهاب بن فيروز التميمي هو الذي حمل الخطاب الموجه للخليفة العثماني بأول اعلان لإستقلال العراق بأكمله تاريخيا أو أن قاضي البصرة السابق هو الذي حمله ، حيث أنه بعد احتلال البصرة قام الأمير الشريف ثويني بن عبد الله آل شبيب (ابن أخ الأمير سعدون بن محمد، الذي عرفت الأسرة بإسمه لاحقا) بإعلان نفسه حاكما على كامل العراق وبتأييد من قبائل مملكة المنتفق وقبائل الخزاعل وقبيلة العبيد وعرب العراق. يذكر المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري (المعاصر للأحداث)، عند حديثه عن الأمير الشريف ثويني بن عبد الله، في كتابه مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، مختصر الشيخ أمين الحلواني، ص: 281 (((فوصل البصرة، فأخذه الغرور وحدثته نفسه أن يملك العراق أجمع، فحاصر البصرة حتى ملكها))). وقد كان هذا الحدث هو أول اعلان تاريخي لإستقلال العراق بأكمله في العهد العثماني، حيث كانت أسرة السعدون الأشراف في تلك الفترة تحكم نصف العراق الجنوبي وتتقاسم السيطرة على مدينة البصرة مع العثمانيين بعد أن قامت بتحريرها من الفرس ، بينما كان العثمانيين يحكمون نصف العراق الشمالي. وقد سعى الأمير الشريف ثويني بن عبد الله لضم القسمين كلاهما تحت حكمه وطرد الأتراك من العراق بشكل كامل في سابقة تاريخية لم يسبقه اليها أحد ولم يكررها أحد بعده، وأسس أيضا مجلسا استشاريا للحكم لكامل عرب العراق في سابقه تاريخيه أيضا ، وقد أرسل خطابا سياسيا بذلك للخليفة العثماني (خطاب موقع من قبل وجهاء العراق في تلك الفترة وحمله قاضي البصرة الذي كاد يعدم في قصر الخليفة العثماني) ويتضمن هذا الخطاب حفظ كرامة الدولة العثمانية بالإضافة إلى وصول الأمير الشريف ثويني بن عبد الله إلى هدفه (طرد العثمانين من العراق). حيث يشمل الخطاب قبول الأمير الشريف ثويني بن عبد الله بتبعية العراق الجديد الأسمية للدولة العثمانية مقابل أعترافها بحكمه لكامل العراق رسميا وبدون أي تواجد عثماني فيه أو الحرب في سبيل طردهم منه. يذكر وصول مفتي البصرة لمقر الخليفة العثماني وهو يحمل هذا الخطاب، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق، ص: 406 (((فلما وصل (الآستانه) عرضها على أعتاب السلطنة فغضبت غضبا شديدا وكادت أن تأمر بصلب المفتي لولا تدارك بعض العلماء ذلك اكراما للعلم))).
وقد تبع الاعلان معركة فاصلة كبيرة وعنيفة استخدمت فيها مملكة المنتفق المدافع ضد العثمانيين، يذكر د. علي الوردي، في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج1، ص:177 (((في شهر آذار من عام 1787 توجه سليمان باشا على رأس جيش كبير نحو البصرة عن طريق الفرات. وفي 13 تشرين الأول وقعت المعركة الفاصلة بين الفريقين في موقع "أم الحنطة" قرب البصرة، وقد أستخدمت العشائر فيها المدافع))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط، في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، عند حديثه عن أهمية المعركة حيث كان يترتب على نتيجتها بقاء أو فناء الوجود العثماني في كل العراق كله ،ص: 217 (((فالتحم الجمعان في موقع يقال له (أم الحنطة). وهناك وقعت معركة عنيفة اشترك فيها سليمان باشا بنفسه، ونزل إلى الميدان منتضيا سيفه، فأخذ يقاتل قتال المستميت، لأن الموقعة كانت من المواقع الحاسمة التي يتقرر فيها مصير المماليك، ويحجز فيها بين بقاء حكومتهم وزوالها من الوجود نفس واحد لاغير. واستقتلت القوات العربية في النضال والطعان، وهي تعرف انها كانت تقاتل من أجل شرف أمتها وعروبتها في عقر دارها))). يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي ، في كتابه ذكرى السعدون (الصادر عام 1929م) ، عند حديثه عن المخلفات الثمينة لفترة حكم آل سعدون وعن أول من سعى لإستقلال وحكم العراق بأكمله وهو الأمير الشريف ثويني بن عبدالله حاكم مملكة المنتفق ، ص: 31 ((( ايجاد الفكرة العربية وبعث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسه في هذا القطر ، فان اول من استفز للقضية بعد ان دثرت ومزقتها اعمال المغول والتاتار والاتراك والفرس هم آل سعدون ، فأول ساع للبعث و أول دماغ حمل الفكرة الصالحة هو دماغ الشيخ ثويني العبدالله ، فسعى لعقد حلف عربي يتكون من اضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق ، تكون غايته طرد الأتراك من العراق و تأسيس دولة عربية ))).
3- عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي:
هو عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي بن حمد من أسرة آل مبارك التميمي ، أرسل له حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون سنة 1213هـ (1798م) كتاباً يشكو فيه (فشوّ الجهل، وانتشار البدع بين البوادي في العراق، ويطلب منه الانتقال إليه لنشر العلم، والوقوف في وجه دعاة الضلال)، فقدم إليه الشيخ مبارك بصحبة أولاده، وحل محل الإجلال والتقدير ناشراً كتاب الله، وسنة نبيه، ومشتغلاً بالتأليف حتى توفي سنة 1230هـ (1815م)، ودفن في تل اللحم قرب مدينة سوق الشيوخ، وظل أبناؤه على علاقة وطيدة بمملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف وقتاً طويلاً. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 427 ((( الشيخ مبارك بن علي بن حمد بن قاسم بن سلطان بن محمد الملقب (هميلان) بن سعود من بني جندب من بني عمرو أحد بطون بني تميم ، تلك القبيلة المشهورة ... حمل معه أهله وأولاده الى العراق ، وصار في ضيافة أمير المنتفق الشيخ حمود بن ثامر السعدون ، وكان كريما جوادا شجاعا ، صاحب علم ووقار ، والشيخ المترجم من العلماء الكبار ومن الدعاة الى الله تعالى ، وقد بقي عند آل سعدون حتى وفاته سنة 1230 هـ . رحمه الله تعالى ... له تلاميذ كثيرون في كل البلدان التي أقام فيها، ولكنهم لم يدونوا ، وهؤلاء بعض من عثرنا عليهم:1- الشيخ العلامة عثمان بن سند النجدي ثم البصري.2- غالب علماء الأحساء من تلاميذه.3- غالب علماء المبرز من تلاميذه ))).
4- الشيخ عبدالرحمن بن مبارك آل مبارك التميمي:
هو الشيخ عبدالرحمن ابن عالم الأحساء الشيخ مبارك بن علي آل مبارك التميمي ، بقي لعدة سنوات بعد وفاة والده الشيخ مبارك في عاصمة مملكة المنتفق لدى آل سعدون الأشراف ، وقد شهد على وقفين للكتب العلمية أوقفهم الأمير الشريف علي بن ثامر السعدون عام 1231هـ. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 147 ((( المترجم هو ابن الشيخ (مبارك) .... وقد بلغ المترجم من العلم مبلغا كبيرا ، حتى صار يلقب بأنه (مالك الصغير) ، وقد بقي في الأحساء مفيدا نافعا في المجال العلمي حتى توفي، ووفاته حوالي سنة 1240هـ . رحمه الله تعالى))).
5- الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن مشرف التميمي:
كان الشيخ عبدالعزيز بن مشرف قاضيا في الدرعية في عهد حاكم الدولة السعودية الأولى الامام سعود ثم ابنه عبدالله ، وبعد استيلاء ابراهيم باشا عليها ، أصبح الشيخ قاضيا في عنيزه ثم انتقل الى عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بطلب من حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف حمود بن ثامر السعدون ، وأصبح قاضيا فيها حتى وفاته بعد سنة 1240هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 319 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم بن حمد بن عبدالوهاب بن موسى بن عبدالقادر بن رشيد بن بريد بن بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب ، فنسبه من الوهبة أحد أفخاذ بني حنظلة ، الذي هو البطن الكبير الشهير من قبيلة بني تميم المعروفة، والمترجم سبط مجدد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب فهو ابن ابنته ... وكان مع هذا صاحب عقل راجح ، وفكر ثاقب ، ولسان بليغ ، وذكاء مفرط ، وقد تولى القضاء في الدرعية زمن الامام سعود وابنه عبدالله ، ولمكانته اختاره الامام سعود في سفارة الى امام صنعاء ، فكفى في مهمته ... وبعد هجوم ابراهيم باشا على الدرعية واستيلائه عليها ، ارتحل المترجم الى عنيزة فولي قضاءها ... ثم تحول الى سوق الشيوخ فولاه شيخ المنتفق قضاءها الى أن توفي بها بعد الأربعين والمائتين والألف ))).
6- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، بعد وفاة قاضيها السابق الشيخ عبدالعزيز بن مشرف . وقد كان مكرما لدى حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف ، يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 574 ((( الشيخ عبداللطيف بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا ، الزبيري مولدا ومنشأ، النجدي أصلا . انتقل والده من العطار – احدى قرى سدير – الى الأحساء لتلقي العلم على الشيخ محمد بن فيروز ، ثم انتقل الى الزبير .... ثم تحول مع والده الى سوق الشيوخ وحكامها المنتفق فطلبوا من والده أن يشير على المذكور ليتولى قضاءها وخطابتها ، فامتنع ، فلم يزالوا به حتى حلف شيخ المنتفق: ان لم يتول لأولين فلانا – لرجل غير صالح – للقضاء ولا للامامة ، فرأى أن الأمر متعين عليه لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل والظلم ، فرضي وباشر بعفة وديانة وصيانة وتثبت وتأن في الأحكام ، ومراجعة والده فيما أشكل عليه ... وكان محببا الى الناس الخاص والعام ، مكرما عند الحكام ، لاترد له شفاعة ولايلثم له رجاء ، حسن في أخلاقه وورعه وعفافه وعبادته وجريه على نهج السلف ... فأصيب ومات شهيدا بالطاعون عام 1247هـ ، ودفن خارج سوق الشيوخ عند والده . رحمهما الله ))).
7- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة أخوه الشيخ عبداللطيف (قاضيها السابق) عام 1247هـ ، وقد كان له جاه عند حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 280 ((( الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا الزبيري مولدا ومنشأ ... ولي قضاء سوق الشيوخ بعد وفاة أخيه عبداللطيف ، وبقي فيه حتى مات ، كما أنه الخطيب والواعظ ... قال ابن حميد (وصار له جاه تام عند الحكام ، وكلمة نافذة ، وانفرد بتلك الجهة بالحل والعقد)... توفي بسوق الشيوخ عام 1254هـ ))).
8- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة عمه الشيخ عبدالرزاق بن سلوم التميمي عام 1254هـ ، واستمر في القضاء حتى سنة وفاته 1279هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله ، وكان عمه الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم هو القاضي ، فلما توفي عين المترجم بدله قاضيا فيها ، وذلك في عام 1254هـ . واستمر في قضائها وبث العلم فيها حتى توفي عام 1279هـ. رحمه الله تعالى))).
9- الشيخ أحمد بن سلوم التميمي:
يذكر الشيخ عبدالله البسام أن والد قاضي سوق الشيوخ الشيخ عبدالله بن سلوم التميمي ( الشيخ أحمد بن سلوم) كان قاضيا في عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، الا أننا لانعرف سنة توليه القضاء فيها. يذكر الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله))).
10- الشيخ فهد بن أحمد السواحة:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ لمدة عشرين سنة ولانعرف تاريخ توليه القضاء وربما يكون تولى القضاء بشكل متزامن مع قضاة آخرين. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 374 ((( الشيخ فهد بن أحمد السواحة النجدي ، رحلت أسرته من نجد واستوطنت الزبير ، فولد المترجم فيه عام 1200هـ ... ثم انه في صباه انتقل الى الشام لطلب العلم ، فشرع في الدراسة على حنابلة الشام حتى تفقه ... وبعد عودته من الشام ذهب الى سوق الشيوخ ، وولي فيه القضاء مدة تزيد على عشرين سنة ، ثم رحل من سوق الشيوخ وعاد الى الزبير وجلس فيه للتدريس والافادة ومجالسة العلماء الذين يستفيد منهم ، وهم يستفيدون منه))).
11- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي:
كان يفد على الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون للوعظ والتعليم، وحين ألح عليه بالبقاء في العراق قسّم السنة إلى نصفين بين العراق والأحساء. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 325 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف بن مبارك بن حمد بن علي بن جاسم آل مبارك من بني عمرو بن تميم. انتقل جدهم حمد من روضة سدير الى الأحساء فكانت أحفاده هذه الأسرة المباركية المباركة في علمها وأخلاقها وسمتها ، وقد ذكرنا نسبهم وتنقلاتهم في بعض تراجم علمائهم ... وله مجال واسع وباع طويل في مجال الرسائل والنصائح ... وله فتاوى لو جمعت لجاءت مجلدات. وهو مع هذا من نوابغ الشعراء وفحول الخطباء ))).
وهذه أبيات من قصيدة للشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك التميمي سنة 1329هـ (1911م) يمدح فيها آل سعدون ويشير فيها لنسبهم الى الأشراف. وقد كتب قصيدته مودعاً الأمير الشريف غالب بن حمود العمر السعدون، وراداً عليه بعدما أقام مدة في ضيافة الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون:
أجل إنها الأيام تُرضي وتُغضبُ
وآونةً تقصي، وحيناً تقرّب
و يوماً لها ثغرٌ من الأنس باسمٌ
ويوماً لها بالبؤس وجهٌ مقطّب
وآونةً بالوصل تزهو رياضها
وأخرى بشحط البين تلوي وتجذب
وما المرء إلا من يوطّن نفسه
على حالتيها: حين تعطي وتسلب
فلا يزدهيه طيب عيشٍ لعلمه
بأنّ الصفا فيها وإن راق يذهب
ولا يعظم الخطب الملمُّ لهوله
وثوقاً بلطف الله، واللطف أقرب
فيا (غالب) الأمجاد في كلّ مشهدٍ
إذا حشدوا للمكرمات وألّبوا
ويا سابق الأقران عفواً إلى العلا
إذا استبقوا والكلّ بالجهد متعب
ويا ريف ركبٍ ممحلين فجوده
يسحُّ بلا منٍّ كما سحّ هيدب
ويا أيّها المقدام في حومة الوغى
إذا احتدمت فهو الكميّ المجرب
ويا من يحامي دون من في جواره
فمعروفه منهم يفيض ويسكب
ويا من له في الأقربين تعطّفٌ
كما عنده للصالحين تحبّب
ويا مالكاً رقّي بحسن أخائه
فمالي براحٌ عن هواه ومذهب
أتاني كتابٌ منك بالفضل شاهدٌ
كما أنّه عن حرقة البين معرب
لقد زاد قدري أنّ مثلك لي أخٌ
يحنّ إلى قربي إليه ويرغب
لئن جرت الأقدار بالبعد عنكمُ
ومن بيننا حالت قفارٌ وسبسب
وظلت بحيث الكتب منكم عزيزةٌ
ولا مخبرٌ عنكم يفيد ويعرب
فعندي لك الشوق الشديد ولوعةٌ
تؤّوبني ما لاح في الأفق كوكب
وذكرك بالأنفاس يُقرن مثلما
خيالك لا عن ناظر العين يحجب
فيا (آل سعدون) بقيتم لذي الدنا
جمالا بكم أسنى المكارم تنسب
تباريكمُ في الفضل من (آل مانعٍ
وآل شبيبٍ) فتيةٌ لم يخيّبوا
ورثتم من (الآل) البسالة والندى
فما منكمُ إلا جواد وأغلب
رسا لكم في العزّ أرعن باذخٌ
و طاب لكم في (آل ياسين) منسب
وقام لكم في الملك صرحٌ ممنّعٌ
وفي المجد بيتٌ بالمعالي مطنّب
وفيكم لهذا العهد غرُّ خلائقٍ
لأمثالها تسعى الكرام وتطلب
كبار العطايا عندكم كصغارها
بجودكم الأمثال في الناس تضرب
ولا عيب فيكم غير أنّ نزيلكم
عن الأهل والأوطان يسلو و يرغب
12- الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان:
هو الشيخ عبدالكريم المغربي مؤسس حركة الأخوان المشهورة في الجزيرة العربية ، كان معلما لحاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ثم معلما لأخيه الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون ، قبل أن يغادر الى الأرطاوية والتي أسس فيها لاحقا حركة الأخوان. يذكر هارولد ديكسون ، كتاب الكويت وجاراتها ، ج: 1 ، ص: 143 ((( وقد بدأ هذه الحركة العالم المتدين الشيخ عبدالكريم المغربي الذي كان المعلم الأكبر للمرحوم فالح باشا السعدون شيخ المنتفق. واصبح بعد ذلك معلما لمزعل باشا السعدون ، والد ابراهيم بك السعدون. وعندما ترك الشيخ عبدالكريم خدمة مزعل باشا غادر العراق الى نجد حيث أظهر نفسه كمعلم ومصلح ديني في مدينة الأرطاوية))).
13- الشيخ علي بن عرفج:
تولى القضاء والتدريس والامامة في عاصمة مملكة المنتفق مدينة الخميسية – في جامعها الكبير ، وهو في الأصل من بريده في القصيم. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).
14- قاضي القصيم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر:
تولى القضاء والتدريس والامامة في عاصمة مملكة المنتفق مدينة الخميسية – في جامعها الكبير ، وقد كان قاضيا للقصيم قبل أن يطلبه آل سعدون الأشراف عام 1910م. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).
15- الشيخ محمد أمين الشنقيطي:
عندما أسس الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون جامعه الكبير في مدينة الزبير طلب من الشيخ علي العبدالله البسام أن يذهب للمسجد النبوي في المدينة المنورة ويطلب له أحد العلماء من السنه المالكيه ، وقد رشح الشيخ شعيب في المدينة المنورة للبسام الشيخ محمد أمين الشنقيطي. وقد رافق الشنقيطي البسام الى عنيزه أولا وقضى بها بعض الوقت وأخذ من قاضيها بعض الفقه الحنبلي ثم غادر الى العراق. يذكر يوسف بن حمد البسام ، في كتابه الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، ص: 81 ((( ولما أسس مزعل باشا السعدون جامعه المعروف الكائن في محلة الشمال كلف الحاج علي العبدالله البسام الذي كان ينوي السفر الى نجد أن يأتي له بامام مالكي المذهب وعندما وصل الحاج علي العبدالله البسام الى المدينة المنورة اتصل بالشيخ شعيب شيخ المذهب المالكي في باب زيادة وأخبره بطلب مزعل باشا ارسال عالم مالكي المذهب ليكون اماما وخطيبا ومدرسا في الجامع الذي أنشأه في الزبير. وقد رشح الشيخ شعيب الشيخ محمد أمين الشنقيطي . ووافق الشنقيطي على ذلك ثم أنه توجه من المدينة المنورة مع الحاج علي البسام قاصدا عنيزة في القصيم وفي عنيزة تعرف الاستاذ الشنقيطي بالشيخ ( صالح العثمان القاضي ) قاضي عنيزة واصبح لايفارقه وأخذ منه الفقه الحنبلي وشيئا من التفسير والحديث ثم سافر من عنيزه برفقة بعض القوافل المتوجهة نحو الزبير فوصلها سنة 1327هـ ولما وصلها وجد مزعل باشا السعدون الذي طلبه قد توفى. ووجد فضيلة الشيخ محمد بن رابح قد عين اماما في الجامع بترشيح من أولاد الشيخ محمد الصباح ( وكان الشيخ محمد بن رابح قد قدم الى الزبير مع أولاد الشيخين محمد وجراح الصباح بعد قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه). هذا ويقال ان الشيخ محمد بن رابح أراد أن يتنازل للشيخ محمد الشنقيطي ولكن الشيخ الشنقيطي رفض وأصر على بقاء الشيخ محمد الرابح اماما في مسجد مزعل. ولما علم ابراهيم المزعل السعدون بقدوم الشيخ محمد الشنقيطي الى الزبير تلبية لطلب والده وانه تنازل عن المسجد حتى يبقى الشيخ محمد الرابح اماما فيه أعطاه مبلغا وقدره ( 100) مائة ليرة اكراما له))).
والشيخ محمد أمين الشنقطي كان قد شارك في الحرب العالمية الأولى ضمن معسكر حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف عجمي بن سعدون السعدون. يذكر عبداللطيف الخالدي ، في كتابه من اعلام الفكر الاسلامي في البصره:الشيخ محمد امين الشنقيطي 1293-1351هـ / 1876-1932م ، وذلك عند حديثه عن الشيخ محمد الشنقيطي وعن الأمير الشريف عجمي بن سعدون السعدون ، ص: 133 ((( ومن الثابت المشهور أنه كان ملتحقا بمعسكرالشيخ عجمي بن سعدون باشا الذي وصل البصرة في 27/ ذي الحجة/ سنة 1332هـ ، المصادف (17/ تشرين الثاني / 1914م أي قبل وصول الشنقيطي اليها ... أما مجيء عجمي الى البصرة فكان على أثر ورود رسالة له من والي بغداد – جاويد باشا – يستنصره ، ويستصرخه باسم الدين ليهب للدفاع عن البصرة قبة الاسلام المهدده بالاحتلال البريطاني ، فلبى الطلب ، وعند وصوله مع عشائره اتجه مع جاويد باشا الذي أمره بالالتحاق مع الجنود المرابطة في أبي مغيرة ... ثم ورد لعجمي أمر من جاويد باشا يأمره بالانسحاب الى البصرة ، وعند عودته وجد بأن جاويد باشا قد أخلى البصرة وانسحب بالجنود بدون انتظام ، وعلى أثر ذلك فقد هجمت العشائر المجاورة على البصرة ، وأعملت فيها النهب والسلب ، فتصدى لهم عجمي السعدون ومنعهم عن ذلك. ثم اشترك في وقعة – الشعيبة – وأبلى فيها بلاء حسنا مظهرا شجاعة نادرة واخلاصا في الدفاع ، ومهارة في التخطيط قوامه الكر والفر مما سجل له صفحة خالدة في التاريخ))). ويكمل المؤلف عن حديثه عن الشيخ محمد الشنقيطي بعد معركة الشعيبة وهزيمة العثمانيين والعرب أمام بريطانيا العظمى ، ص: 141 ((( أما الشيخ الشنقيطي فقد أسقط في يده ، وانسحب مع عشائر عجمي السعدون التي انسحبت الى الخميسية بالقرب من سوق الشيوخ متربصة للانكليز بالوقيعة ، وعلى أثر ذلك أنعمت الحكومة التركية على عجمي بن سعدون بلقب – باشا – تقديرا لخدماته الحربية وتناسيه أحقاده على الدولة العثمانية التي سجنت أباه ونفته الى حلب حيث مات في منفاه ... وبعد نهاية معركة الشعيبة باندحار الجيوش العثمانية ، وتشتييت شمل المجاهدين بتاريخ 18/جمادى الآخره/ سنة 1333هـ الموافق 14/ نيسان / 1915م. على الحال الذي ذكرناه ، اذ ذاك التفت الشيخ عجمي السعدون الى الشيخ الشنقيطي وحمد له اخلاصه وصدقه في دينه ، وشجاعته وسط الأخطار المحدقه ، الا أنه نصح له باعتزال المعارك الحربية، حيث أصبح محط الأنظار في شهرته الدينية ، وزيه العلمي ، وهو لايأمن عليه من جواسيس الانكليز وأعوانهم، فارتحل الى سوق الشيوخ بحراسة رجال عجمي باشا ، ومنه الى الى الخميسية فالناصرية ثم وصل بغداد))).
المصادر:
1- موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين ، مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي.
2- كتاب البصرة في الفترة المظلمه ، المؤرخ حامد البازي.
3- كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام.
4- كتاب سبائك العسجد في اخبار نجل رزق الاسعد ، المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري.
5- كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ، المؤرخ الإنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك ، الذي عمل كمفتشا إداريا بالعراق من قبل بريطانيا العظمى في الفترة التالية للحرب العالمية الأولى.
6- هامش كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود ، الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف وسهيلة عبدالمجيد القيسي.
7- كتاب مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود , القسم المقتطع من خزانة التواريخ النجدية ، مختصر الشيخ أمين الحلواني , المؤرخ العثماني الشيخ عثمان بن سند الوائلي البصري.
8- كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي ، الذي كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام .. والمعاصر للحرب العالمية الأولى والذي سبق له تولي القضاء في البصرة.
9- كتاب لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، الدكتور علي الوردي.
10- كتاب صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة ، المؤرخ جعفر الخياط.
11- كتاب ذكرى السعدون ، المؤرخ الشيخ علي الشرقي – صدر عام 1929م.
12- ديوان أسرة السعدون وعشائر المنتفق.
13- كتاب الكويت وجاراتها، هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى.
14- بحث : مدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، منشور في مجلة لغة العرب عام 1912 م (قبل الحرب العالمية الأولى)، المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي.
15- كتاب الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، يوسف بن حمد البسام.
16- كتاب من اعلام الفكر الاسلامي في البصره:الشيخ محمد امين الشنقيطي 1293-1351هـ / 1876-1932م ، عبداللطيف الخالدي.